قوله تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب 165}
  ويقال: أين جواب (لو)؟
  قلنا: محذوف كأنه قيل: لرأوا مضرة اتخاذهم الأنداد أو لرأوا أمرًا عظيمًا، وحذف الجواب يدل على المبالغة كقولهم: لو رأيت السياط تأخذ فلانًا؛ لأن المحذوف يحتمل كل أمر.
  ويقال: عَلامَ يعود الضمير في «يَتَّخِذُ»، و «يُحِبُّونَهُمْ»؟
  قلنا: على «مَنْ» وإن كان أحدهما على التوحيد والآخر على الجمع؛ لأن (منْ) مبهمة فتتناول الواحد والجميع، فمرة يحمل الكلام فيها على اللفظ، ومرة على المعنى؛ لأن المبهم موقوف على بيان غيره له.
  ويُقال: علام انتصب «جميعًا»؟
  قلنا: على الحال، كأنه قيل: القوة ثابتة لله في حال اجتماعها، وهي صفة مبالغة كأنه تعالى يقول: هو قادر، لا يعجزه شيء.
  · النظم: ويقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟
  قلنا: لما تقدم ذكر التوحيد وأدلته والأمر بتدبرها عقبه بذكر حال من عدل عنهما ومال إلى الشرك، عن القاضي، وقيل: اتصل بما قبلها اتصال الإنكار للإقامة على الباطل بعد ظهور البرهان، كأنه قال: أَبعْدَ هذا البيان يتخذون الأنداد؟، عن علي بن عيسى.
  · المعنى: «وَمِنَ النَّاسِ» (مِنْ) للتبعيض ههنا أي بعض الناس «مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا» قيل: أشباهًا وهي الآلهة من الأوثان يعبدونها، عن قتادة والربيع ومجاهد وأكثر المفسرين. وقيل: أضدادًا. وقيل: هم رؤساؤهم الَّذِينَ يطيعونهم طاعة الأرباب من الرجال، عن السدي. وقوله تعالى: «يُحِبُّونَهُمْ» على هذا القول أدل، وكذلك قوله: «كَحُبِّ اللَّهِ» لا يبعد أن يحبوا الأوثان كحب اللَّه مع علمهم أنها لا تنفع ولا تضر،