قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون 56 لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير 57 ياأيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم 58 وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم 59 والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم 60}
  تَبَايَعْتُمْ}[البقرة: ٢٨٢] عن أبي قلابة، والصحيح أنه في المملوك الطفل، «مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ» وإنما خص هذه الأوقات؛ لأنها ساعات الغفلة والخلوة ووضع الثياب والكسوة، فأباح للمملوك والأطفال الدخول في الأوقات إلا في هذه الثلاثة الأوقات؛ لكشف العورات، فقيل: الفجر وقت القيام من الفراش، والظهر وقت القيلولة ووضع الثياب، ووقت العشاء يتعرى للنوم، وروي أن النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله قال: «لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم، فإنه تعالى قال: «وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ» وإنما العتمة عتمة الإبل». «ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَكمْ» يعني هذه الأوقات الثلاثة طوافون؟ «لَيسَ عَلَيكُمْ وَلاَ عَلَيهِمْ جُنَاحٌ» ضيق وحرج «بَعْدَهُنَّ» بعد هذه الأوقات الثلاثة «طَوَّافُونَ عَلَيكمْ» يدخلون عليكم ويخرجون، ويترددون عليكم بغير إذن، «كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ» يعني الدلائل والحجج «وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» وقد اختلفوا فقيل: الاستئذان منسوخ، وقيل: ثابت، عن الشعبي. «وَإِذَا بَلَغَ الأَطفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ» وهو وقت البلوغ مبلغ الرجال «فَلْيَسْتَأْذِنُوا» في جميع الأوقات «كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ» يعني الأحرار الكبار، «كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ».
  «وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ» يعني التي قعدن عن الحيض والولد من الكِبَرِ، فلا