قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون 56 لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير 57 ياأيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم 58 وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم 59 والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم 60}
  الكشف، وإنما خص الأطفال؛ لأنهم كالمحتاجين إليهم من حيث لا يستغنى عنهم في خدمة، ولذلك وصفهم بأنهم طوافون عليكم.
  وتدل على أن الأحكام تتعلق بالاحتلام، لذلك قال: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ} ولا خلاف أن من احتلم يُحْكَم فيه بالبلوغ، فأما من لم يحتلم فالبلوغ بالسنين، ثم منهم من اعتبر خمس عشرة سنة، وسواء في ذلك الرجال والنساء، وعليه الأكثر، وهو قول الهادي، ومنهم من فرق بين الرجال والنساء، واعتبر فيهم بثماني عشرة، وفيهن بسبع عشرة، وهو قول أبي حنيفة، فأما الإنبات فمنهم من قال: يحكم به للبلوغ، وهو قول الهادي #، ومنهم من قال: لا يحكم، وهو قول أبي حنيفة.
  ويدل قوله: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ} أنه تعالى بَيَّنَ ما يحتاج إليه المكلف من المصالح.
  ويدل قوله: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ} على الفرق بين الشابة والعجوزة، ولا