التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم 62 لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم 63 ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم 64}

صفحة 5257 - الجزء 7

  · اللغة: الاستئذان: طلب الإذن.

  والتسلل: خروج في خفية، والسَّلَّةُ: السرقة الخفية، وكذلك الإسلال، وفي الحديث: «لا إغلال و [لا] إسلال».

  واللِّواذ: مصدر لاَوَذَ مُلاَوَذَة ولواذاً، ولاذ به يلوذ إيلاذاً، وقيل: اللواذ:

  الاعتصام بالشيء بأن يدور معه حيث دار من قولهم: لاذ بفلان: اعتصم به، ومعنى لواذًا قيل: اعتصاماً، وقيل: استتارًا، وقيل: تباعداً وفرارًا، ويقال: لاذ به إذا استغاث به لِياذاً، ولاوذه لواذاً تباعد منه، فيصبح الواو في فاعَلَ وفعال مثل: قام قياماً، وقاوم يقاوم قواماً، وقيل اللواذ: الخلاف.

  · الإعراب: {عَنْ أَمْرِهِ} قيل: (عن) صلة، وتقديره: يخالفون أمره، وقيل: بل هي ثابتة تقديره: يعرضون عن أمره لما في المخالفة من الإعراض.

  و «لِوَاذًا» نصب على المصدر من غير لفظ الفعل، ويحتمل أن يكون نصباً على الحال.