التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا 11 إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا 12 وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا 13 لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا 14 قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا 15 لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربك وعدا مسئولا 16}

صفحة 5275 - الجزء 7

  والزفير: من أصوات المكروبين، زَفَرَ يَزْفِرُ نحو: ضرب يضرب، والأصل فيه صوت الحمار في ابتداء نهيقه والشهيق في آخر نهيقه. وقال ابن عرفة: الزفير من الصدر، والشهيق من الحلق.

  ومقرنين: مأخوذ من القرن، وهو الحبل الذي يشد فيه بعيران أو بعير، ثم يستعمل في كل مجتمعين، ومنه: القرن، التقاء الجانبين.

  والثبور: الهلاك، وأصله: الصرف، يقال: ما ثَبَرَك عن هذا الأمر، أي: ما صرفك، فكأن المثبور ممنوع من كل خير حتى يهلك، والثُّبور: مصدر يستوي فيه القليل والكثير.

  والخُلْدُ: مصدر خلد خلوداً وخُلْداً، نحو شكر شكُورًا وشُكْرًا.

  · الإعراب: «سعيرًا» نصب ب (أعتدنا).

  و «ثبورًا» قيل: نصب على المصدر، وقيل: ب (تدعوا).

  وأصل «أعتدنا»: أعددنا، قلبت الدال تاء؛ لأنه من مخرجها قريبة منها مع كراهة التضعيف، وقد جاء على الأصل، في قوله {الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَه}⁣[الهمزة: ٢].

  وفي قول الشاعر: