التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا 11 إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا 12 وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا 13 لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا 14 قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا 15 لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربك وعدا مسئولا 16}

صفحة 5278 - الجزء 7

  للمتقين «جَزَاءً» على أعمالهم «وَمَصِيرًا» يصيرون إليها دائماً «لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ» من النعيم «خَالِدينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ» أي: وجب عليه لما استحقوه بطاعاتهم «وَعْدًا» أي: وعدهم اللَّه بذلك في الدنيا إن أطاعوه، ولا يجوز عليه الخلف «مَسْئُولًا» قيل: لهم أن يسألوني ما وعدتهم، وقيل: إنهم سألوه في الدنيا، قالوا: {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ}⁣[آل عمران: ١٩٤]، وقيل: واجباً طلبه حتى يعطى، عن أبي مسلم، وأبي علي، وقيل: تسأله الملائكة والأنبياء، لهم ذلك، في قوله: {وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ}⁣[غافر: ٨]، وقيل: يطلبونها بالطاعة، والتقرب إلى اللَّه تعالى، وابتغاء مرضاته.

  · الأحكام: ظاهر قوله: «وأعتدنا» يدل على أن النار مخلوقة غير أن أبا علي تأوله على عذاب القبر على أنه سيعذبهم، كقوله: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ}⁣[الأعراف: ٥٠].

  وتدل على عظيم حال أهل النار ودعائهم بالثبور.

  وتدل على عظيم حال ما يعطي اللَّه المتقين، وبيان حالهم.

  وتدل على أن الجنة تُنالُ بالتقوى.