التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا 11 إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا 12 وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا 13 لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا 14 قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا 15 لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربك وعدا مسئولا 16}

صفحة 5277 - الجزء 7

  وَرأَيتِ زَوْجَكِ في الوغَى ... مُتَقَلِّدًا سَيْفًا وَرُمْحَا أي: متقلداً سيفاً وحاملا رمحاً.

  «وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا» قال ابن عباس: تضيق عليهم كما يضيق الزُّجُّ في الرمح «مُقَرَّنِينَ» قيل: مصفدين، قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال، عن أبي علي، وقيل: يقرن الإنسان والشيطان الذي كان يدعوه إلى الضلال، وقيل: قرن كل ضال مع متبوعه، يعني يتبعه إلى النار «دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا» قيل: ويلاً، عن ابن عباس، وقيل: هلاكاً، عن الضحاك، وقيل: معناه: وانصرافاه عن طاعة اللَّه، وقيل: هو قولهم: واهلاكاه، فتجيبهم الملائكة: «لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا» لا تقتصروا على المرة الواحدة؛ بل أكثروا من هذا، فلا غوث لكم، يعني أكثروا أو أَقِلُّوا لا نجاة لكم «قُلْ» يا محمد لهم، «أَذَلِكَ» الذي ذكرت لكم «خَيرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ» وهذا تنبيه على تفاوت ما بين الحالين، وإلا فالنار والعذاب لا خير فيهما «الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ» يعني الجنة كانت