قوله تعالى: {ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل 17 قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا 18 فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا 19 وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا 20}
  المواعظ والأدلة فلم يتبعوها، وقيل: تركوا التفكر في سوء المنقلب، وقيل: هو الرسول تركوا اتباعه، وقيل: الإسلام والتوحيد، وقيل: ذكر اللَّه «وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا» أي: هَلْكَى، وقيل: البور الذي ليس فيه شيء من الخير، عن الحسن، وابن زيد. فيقول اللَّه تعالى عند تبري المعبودين منهم: «فَقَدْ كَذَّبُوكمْ بِمَا تَقُولُونَ» قيل:
  كذبكم الملائكة، أنهم آلهة، عن مجاهد، وقيل: كذبكم المشركون أيها المؤمنون بما تقولون من توحيد اللَّه تعالى وعدله ونبوة محمد ÷ وغيره من الأنبياء $، عن ابن زيد، وقيل: فقد كذبكم الملائكة في قولكم: إنهم شفعاؤنا وإنهم ينصرونا وإنهم ظهرٌ لكم، أنهم ليسوا بآلهة ولا يستطيعون لكم صرفاً ولا نصرًا «فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلاَ نَصْرًا» قيل: لا يستطيعون صرف العذاب عن أنفسهم ولا نصر أنفسهم من البلاء الذي هم فيه بسبب تكذيبك، وقيل: ما تستطيع الملائكة والمعبودون صرف العذاب ولا نصرهم، وهذا توبيخ لهم، أي: متى كذبتم بالحق فإذاً مَنِ الذي ينجيكم من العذاب، «وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ» قيل: بالشرك، وقيل: بجميع أنواع