قوله تعالى: {إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب 166 وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار 167}
  والكَرَّة: الرجعة والرد.
  والحسرة: التلهف على ما فات، وأصل الحسر الكشف، ومنه: الحاسر، خلاف الدارع، وسمي حسرة؛ لأنه انكشاف عن حال الندامة، وجمعه: حسرات، كشهوة وشهوات.
  · الإعراب: يقال: ما عامل الإعراب في «إذ».
  قلنا: معنى (شديد) كأنه قيل: شديد العقاب إذ تبرأ، يعني وقت التبري.
  ويقال: لِمَ ضُمَّمتِ الألف في «اتُّبِعُوا»؟
  قلنا: لضمة التاء، وإنما ضمت لما لم يُسَمَّ فاعله؛ لأنه إنما يضم له أول المتحرك من الفعل فيما يثنى عليه، وألف الوصل لا يعتد به، لأنه وصلةٌ إلى التكلم بالساكن، فإذا اتصل بتحرك استغنى عنه.
  ويقال: لم انتصب «فنتبرأ منهم»؟
  قلنا: انتصب جواب التمني بالفاء، كأنه قيل: لو أن لنا كرة فنتبرأ، وكلما عطف الفعل على تأويل المصدر نصب بإضمار (أن)، ولا يجوز بإظهار (أن) فيما لم يفصح بلفظ المصدر فيه؛ لأنه لما حمل الأول [على] التأويل حمل الثاني أيضًا على التأويل، ويجوز فيه الرفع على الاستئناف، أي فيجوز: يتبرأ منه على كل حال.
  ويقال: في قوله: «لو أن» ما عامل الإعراب في «أن»؟
  قلنا: محذوف، تقديره: لو صح أن لنا كرة؛ لأن (أن) في التمني وغيره تطلب الفعل، وإن ثبت قدر به: لؤ ثبت أن لنا كرة.
  ويقال: في «كذلك» بأي شيء رفع التشبيه، وما العامل في الكاف؟
  قلنا: فيه قولان:
  الأول: كَتَبِّري بعضِهم من بعضهم يريهم اللَّه أعمالهم حسرات عليهم، وذلك لانقطاع الرجاء من كل واحد منهما.