قوله تعالى: {وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا 21 يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا 22 وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا 23 أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا 24 ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا 25 الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا 26}
  الغبار عن الجبل فيظهر، وقيل: يشتق السماء والغمام طريق لهم إلى الأرض حتى ينزلوا فيراهم أهل الجمع، وقيل: هو غمام أبيض من إنزالات مرتبة مثل الذي أظل بني إسرائيل «الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ» خالصاً تزول جميع الدعاوي بالمِلك والمُلك، «وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا»؛ لأنهم يؤدون إلى نار مؤبدة لا فرج فيها ولا مخلص.
  · الأحكام: تدل الآية على أن القوم كانوا يعتقدون التجسيم وجواز الرؤية.
  وتدل على بطلان القول بالرؤية؛ لأنه ذكر أنهم عتوا عتواً شديداً، وعلق الوعيد به، ونزول الملائكة لا يوجب ذلك، دل أن إثبات الرؤية عتو.
  وتدل على أن عند الموت يرى المعاين.
  ويدل قوله: {هَبَاءً مَنْثُورًا} على تحابط الأعمال.
  ويدل قوله: {وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ} أنهم يحشرون من السماء كما يحشر الإنس من بطون الأرض.
  وتدل على أن العتو فِعْلُهُمْ، وأن العمل حادث من جهتم، وكذلك الاستكبار، وكل ذلك يبطل قول أهل الجبر في المخلوق.