قوله تعالى: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا 27 ياويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا 28 لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا 29 وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا 30}
  وقد هجره الكفار، فيكون هذا القول من الرسول جامعاً للشهادة للمؤمنين بتمسكهم بالقرآن، وعلى الكافرين بإعراضهم عنه، وتقديره: قومي من المؤمنين اتخذوا القرآن في حال ما هجره غيرهم.
  · الأحكام: تدل الآيات على وجوب التحرز من اتباع المبطل وما يناله من التحسر والندم. وتدل على بطلان التقليد.
  وتدل على النهي عن اتخاذ الكفار والظلمة أَخِلَّاء، وقد نبت من شريعة نبينا محمد صلى اللَّه عليه وعلى آله وجوب موالاة أولياء اللَّه، ومعاداة أعداء اللَّه تعالى، والآية عامة في كل متحابين في معصية اللَّه، وقد روي عن مالك بن دينار قال: إنك إن تنقل الحجارة مع الأبرار أحسن من أن تأكل الخبيص مع الفجار.
  وتدل على أن أفعال العباد حادثة من جهتهم، لذلك تحسر وندم على [فعله]، وتمنى لو فعل خلافه، ولو كان خلقاً لله تعالى لما صح ذلك، فيبطل قولهم في المخلوق والاستطاعة.