قوله تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا 31 وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا 32 ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا 33 الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا 34 ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا 35 فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا 36 وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما 37 وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا 38 وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا 39 ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا 40}
  أيام، وندم قومه، فأخرجوا نبيهم وآمنوا به، فقال النبي ÷: «ذلك العبد أول من يدخل الجنة»، فإن صح هذا فلعله أهلكها بعد ذلك، واللَّه سبحانه أبهم قصتهم، وهو أعلم بتفاصيلها، وقيل: هو المقدم باليمامة، عن أبي عبيدة، وقيل: هم بقية ثمود قوم صالح، وقيل: كان لهم نبي يسمى حنظلة، فقتلوه فهلكوا، عن سعيد بن جبير، والكلبي، وقيل: هم أصحاب رس، والرس بئر بأنطاكية، قتلوا فيها حبيب النجار، فنسبوا إليها، عن كعب، ومقاتل، وقيل: هم أصحاب الأخدود، والرس هو الأخدود الذي حفروه، وقيل: أصحاب الرس السحاقات، وكانوا قومًا اشتغل الرجال بالرجال والنساء بالنساء، فأهلكوا، عن جعفر بن محمد @، وقيل: كان أصحاب الرس قبل سليمان «وَقُرُونًا بَينَ ذَلِكَ كَثِيرًا» قيل: بين نوح وأصحاب الرس، وقيل: بين من تقدم ذكرهم، وقيل: القرن سبعون سنة، وقيل: أربعون سنة، عن إبراهيم، «وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ» أي: أرسلنا الرسل، وأقمنا الحجة، وذكرناهم للإعذار والإنذار، وضربنا الأمثال بالوعد والوعيد فلما لم يؤمنوا «وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا» أي: أهلكناهم إهلاكاً، قيل: كسَّرنا تكسيرًا، عن المؤرج، والأخفش، «وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ» قيل: المطر السوء: الحجارة، والقرية قرية قوم لوط، عن ابن عباس، قيل:
  مُطروا الحجارة حتى رفعوا إلى السماء، قبل أن تقلب عليهم، وقيل: مُطِرَ مَنْ غاب عن القرية «أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا» إذا مروا عليها، ورأوا آثارها فاعتبروا بها «بَلْ كَانُوا لاَ