قوله تعالى: {وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا 41 إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا 42 أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا 43 أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا 44 ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا 45 ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا 46 وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا 47 وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا 48 لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا 49 ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا 50}
  يقال: أبى، وكل ذلك يبطل قول الْمُجْبِرَةِ في الجبر والاستطاعة.
  مسائل الماء
  الماء ثلاثة: طاهر مُطهِّر، وطاهر غير مُطهّر، ونجس.
  فأما الطاهر المطهر: فكل ما بقي على أصل خلقته لم يخالطه شَيءٌ، أو خالطه تراب، أو شيء طاهر لم يغير طعمه ولا لونه ولا ريحه.
  فأما الطاهر غير المطهر: فكل ما خالطه وغلب عليه طاهر فذهب بأحد أوصافه، كماء المروقة والمسلول من الأشياء.
  وأما النجس: فكل ما خالطه نجاسة، إلا أن يكون كثيرًا.
  فهذه جملة تتضمن مسائل كثيرة متفقاً فيها، ومختلفاً:
  فمنها: الماء المستعمل طاهرٌ غير مطهر عند أبي حنيفة، وهو قول الهادي إلى الحق، وقال أبو يوسف: نجس، وقال مالك: طاهر وطهور.
  والمستعمل أن يستعمل في فريضة أو جنابة، فأما في النفل فيصير مستعملاً. وقال زفر: لا يصير مستعملًا، وللشافعي أقوال، قال أصحابه:
  الصحيح: أنه طاهر وغير طهور.