قوله تعالى: {ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا 51 فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا 52 وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا 53 وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا 54 ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا 55 وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا 56 قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا 57 وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا 58 الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا 59 وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا 60}
  والمصاهرة في النكاح: المقاربة، يقال: صهره وأصهره، ومنه الحديث: «كان من أسس مسجد قباء ليصهر الحجر العظيم إلى بطنه»: يُدْنِيهِ.
  والنسب: ما يرجع إلى ولادة قريبة، والصهر: خلطة توجب القرابة.
  والنفور: التباعد عن الشيء، نفر ينفر نفورًا، وقوم نفور.
  · الإعراب: (الذي) محله جر؛ لأنه نعت للحي.
  (خبيرًا) أي: من خبيرٍ، فلما حذفت (مِنْ) نصبت (خبيرًا)، أي: عنه خبيرًا.
  · النزول: قيل: لما قال: {اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ} قالوا: ما نعرف الرحمن إلا رحمان اليمامة، يعنون مسيلمة، {أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا} مع أنه كذاب، عن ابن عباس.
  وذكر الحسن وأبو علي: أنهم أنكروا المسمى لا الاسم.
  · النظم: يقال: كيف يتصل قوله: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا} بما قبله؟
  قلنا: لما تقدم أنه يُصَرِّفُ الآيات وهي النعم في الدين والدنيا عقبه بذكر النبوة،