قوله تعالى: {ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا 51 فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا 52 وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا 53 وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا 54 ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا 55 وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا 56 قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا 57 وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا 58 الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا 59 وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا 60}
صفحة 5315
- الجزء 7
  وأنه لو شاء لجعل ذلك مثل سائر النعم، إلا أنه تعالى يبعث متى علم أن في البعثة مصلحة.
  ويُقال: كيف يتصل قوله: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ} بما قبله؟
  قلنا: فيه وجوه:
  أحدها: اتصال المصلحة في إرسال واحد إلي الجميع بالمصلحة، وفي ترك طاعه الكافرين في اقتراحاتهم.
  والثاني: ما تقتضيه أخباره من بعثه واحد، وما أوجب حسن طاعته لربه وعصيان الكفار والجهاد معهم.
  والثالث: بعثناك إليهم كافة، فاشكر هذه النعم بطاعة اللَّه وعصيانهم وجاهدهم.
  ويقال: كيف يتصل قوله: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} وما بعده بما قبله؟
  قلنا: لما تقدم دكر أدلة التوحيد واعترض بأدلة النبوة؛ عاد إلى ذكر أدلة التوحيد.
  وقيل: لما ذكر نعمه بالبعثة عقبه بذكر نعم أخرى.