قوله تعالى: {ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا 51 فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا 52 وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا 53 وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا 54 ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا 55 وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا 56 قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا 57 وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا 58 الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا 59 وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا 60}
  بطاعته، يعني إجابته، وقيل: (إلا) بمعنى بل أسألكم الإيمان، «وَتَوَكَّلْ» يا محمد في الأمور «عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ» يعني احمده منزهاً له عما لا يجوز عليه، وقيل: اعبده شكرًا على نعمه، وقيل: قل سبحان اللَّه والحمد لله «وَكَفَى بِهِ» بالله تعالى «بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا» أي: عليماً فيجازي به «الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرضَ وَمَا بَينَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ» قال: «بينهما» وإن جمع السماوات؛ لأنه أراد الصفتين «ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ» أي: قدر على خلقه وتصريفه، وقيل: استوى أمر السماوات مع العرش، وقيل: العرش الملك؛ أي هو القادر على ملكه يتصرف كيف يشاء «الرَّحْمَنُ» أي: هو الرحمن «فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا» أي: عليماً، قيل: الخبير هو اللَّه، عن ابن جريج، وقيل: جبرائيل، وقيل: تقديره: سل يا أيها الإنسان عارفاً يخبرك بالحق في صفته، وقيل: لا تطلب شيئاً إلا به، ولا تتوكل إلا عليه، عن أبي مسلم. وقيل: إذا سألت فاسأل به خبيرًا بصفاته، واختلفوا في السؤال، قيل: سل عن صفته، و قيل: سل عن الإسلام يخبرك أنه الحق، وقيل: سل العقلاء يخبرونك أنه