التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا 61 وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا 62 وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما 63 والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما 64 والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما 65 إنها ساءت مستقرا ومقاما 66}

صفحة 5320 - الجزء 7

  وتدل على أن التسبيح والحمد من المؤمنين والسجود فعلهم، وكذلك النفور من الكفار، فيبطل قولهم في المخلوق.

قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا ٦١ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ٦٢ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ٦٣ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ٦٤ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ٦٥ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ٦٦}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: «سُرُجًا» بضم السين والراء على الجمع، أراد الكواكب، والباقون بالألف وكسر السين: «سِرَاجاً». على الواحد، وأراد به الشمس.

  قرأ حمزة: «لمن أراد أن يَذْكُرَ» بسكون الذال خفيفة، والباقون: «يَذَّكَّرَ» بالتشديد.

  · اللغة: تبارك: أصله من الثبوت، وقيل: من البركة، وقيل: من النماء.

  والبُرْجُ: البناء العالي، وأصله الظهور، ومنه: تبرجت المرأة إذا ظهرت،