التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا 61 وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا 62 وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما 63 والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما 64 والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما 65 إنها ساءت مستقرا ومقاما 66}

صفحة 5321 - الجزء 7

  وسمي البناء العالي برجاً لظهوره، ومنه سمي القصر برجاً، والكواكب العظام.

  والهَوْنُ: الرفق، والتلبث، ومنه الحديث: «المسلمون هينون لينون»، قال ابن الأعرابي: العرب تمدح بالْهَيْنِ اللَّيْنِ مخففا، وتذم بالهيّن الليِّن المثقل، وقال غيره: هما شيء واحد، والأصل التثقيل عند العرب.

  [والغرام]: ما كان لازماً، يقال: فلان مغرم بكذا، أي: لازم له مولع به، ويقال لمن عليه الدَّين: غريم؛ لأن الدَّين لازم، ولمن له الدَّين له أن يلازمه، والغُرم بضم الغين أداء شيء يلزم، وفي الحديث عن النبي ÷: «الزعيم غاوم» أي: يلزمه الضمان.

  · الإعراب: نصب {سُجَّدًا وَقِيَامًا} لأنه خبر (بات)، وهي بمنزلة (كان) في العمل.

  {خِلْفَةً} مختلفين.

  «سَلاماً» نصب على تقدير: قالوا قولاً سلاما.

  {مُسْتَقَرًّا} أي: ساءت جنهم مستقرًا.

  · المعنى: لما تقدم إنكارهم الرحمن عقبه بذكر الدلائل الدالة على توحيده، فقال سبحانه: «تَبَارَكَ» جل ثناؤه، وهو ثابت لم يَزَلْ ولا يزال، وقيل: جل بما به يقدر على جميع