قوله تعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما 67 والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما 68 يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا 69 إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما 70 ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا 71}
  «قوامًا» نصب لأنه خبر (كان)، والاسم مضمر، كأنه قيل: ذلك الفعل قواماً.
  «متاباً» نصب على المصدر، ومتاب مَفْعَل، وأصله: مَتْوَبٌ إلا أن الواو لما انفتحت ألقيت حركتها على ما قبلها وقلبت ألفاً.
  · النزول: وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن ناساً من أهل الشرك قالوا للنبي صلى اللَّه عليه وعلى آله: إن الذي تدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزلت: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} الآية.
  وقيل: نزلت في وحشي غلام جبير بن مطعم.
  · المعنى: ثم بين تعالى صفة المؤمنين، فقال سبحانه: «وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا» قيل: الإسراف: الإنفاق في معصية اللَّه تعالى قَلَّ أم كثر، والإقتار: منع حق اللَّه من المال، عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة، وابن جريج، وابن زيد، وقيل: السرف مجاوزة الحد في النفقة، والإقتار التقصير مما لا بد منه، عن إبراهيم، وقيل: الإسراف أَكْلُ مال اللَّه بغير حق، عن عون بن عبد اللَّه، وقيل: كسبوا طيباً،