قوله تعالى: {ياأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين 168}
  · اللغة: الحلال: نقيض الحرام ونظيره المباح، وأصل الحَلِّ نقض العقد، فالحلال المباح لانحلال عقدة الحظر عنه.
  والطيب: نقيض الخبيث، وأصله الخلوص من الشوائب الذي تنغصها، ثم يستعمل على ثلاثة أوجه: الطيب: المستلذ، والطيب: الحلال الجائز، والطيب: الطاهر، والأصل فيه المستلذ.
  والأكل: الابتلاع عن مضغ.
  والخطوة أصله من الخطو، وهو نقل القدم، والجمع الخُطا، فخطوات الشيطان:
  آثاره أخذ من ذلك، فأما الخَطْوة بالفتح، فهو المرة منه.
  · النزول: روي عن ابن عباس أنها نزلت فيما حرموا على أنفسهم من الزرع والأنعام، وقيل: كان ذلك في ثقيف وبني عامر بن صعصعة وخزاعة وبني مدلج وبني عبد مناف، عن الحسن، وفيما حرم أهل الجاهلية البحيرة والسايبة والوصيلة أنزل اللَّه تعالى هذه الآية.
  · المعنى: لما بَيَّنَ تعالى التوحيد وما لأهله من الثواب وذكر الشرك وما لأهله من العقاب أتبع ذلك بذكر نعمه على الفريقين وإحسانه إليهم ليعلم أن نعمه سابغة على الكل: ثم نهى عن اتباع الشيطان لما فيه من كفر النعمة، فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ» وهذا خطاب عام لجميع المكلفين من بني آدم «كُلُوا» صيغته أمر، ومعناه الإباحة، ولما أباح الأكل بَيَّنَ ما يجب أن يكون عليه من الصفة؛ لأن فيه ما يحرم، وفيه ما يحل، والأول يعقب الهلكة، والثاني يقوي على العبادة فقال تعالى: «حَلالاً طَيّبًا» وإنما يكون حلالا