التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين 168}

صفحة 699 - الجزء 1

  وتدل على أنه كان لهم قدرة التبري منهم لولا ذلك لما صح تحسرهم، كما لا يتحسر الإنسان على ترك صعود السماء.

  وتدل على أن التبري فعلهم؛ لذلك أضافوا إلى أنفسهم.

  وتدل على أن أهل الضلال يتبرأ بحضهم من بعض، وفيه تحذير من اتباعهم والاتكال في الدين على الغير، وتنبيه على أن الواجب اتباع الأدلة ليأمن العقوبة.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ١٦٨}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر وابن عامر والكسائي وأحد الروايتين عن ابن كثير وحفص عن عاصم: «خُطُوات» بضم الخاء والطاء على التثقيل، وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة وأبو زيد عن عاصم وابن كثير بسكون الطاء على التخفيف، وعن سلام القاري بضم الخاء والطاء وهمزة بعد الطاء، وعن عبيد بن عمير بفتح الخاء والطاء، فأما من خفف فَبَقَّاهُ على الأصل وطلب الخفة؛ لأنها جمع خُطْوة ساكنة للطاء، ومن ضم الطاء فلاتباع ضمة الخاء، وكل ما كان على «فُعْلَةٍ» فالأكثر في جمعه التثقيل كظُلْمة وظُلُمَات، وقُرْبُة وقُرُبات وحُجْرة وحُجُرات، ومن ضم الخاء والطاء مع الهمز قال الأخفش: ذهب بها مذهب الخطيئة، فجعل ذلك على زنة «فَعِيلة» من الخطأ، وقال أبو حاتم: أرادوا إشباع الضمة في الواو، فانقلبت همزة، ومن فتح الخاء والطاء فهو جمع خَطْوَة، مثل تَمْرة وتَمَرَات.