التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما 72 والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا 73 والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما 74 أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما 75 خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما 76 قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما 77}

صفحة 5332 - الجزء 7

  والغرفة: البناء فوق البناء، وجمعه: غرفات.

  والعبْء: الثقل، والجمع: أعباء، وأصله: تهيئة الشيء، يقال: عَبَأْتُ الطيب إذا هيأته، وعَبَّأْتُ الجيش بالتشديد والتخفيف هيأته، وسمي الثقل عِبْأً؛ لأنه يهيأ له ما يحمل به، والجمع: أعباء.

  واللزام: العذاب الملازم، وأصله من اللزوم، لزم الشيء يلزمه.

  · الإعراب: «إماماً» نصب ب «اجعلنا»، ووُحِّدَ لأنه مصدر قولهم: أَمَّ يَؤُمُّ إماماً، نحو: قاموا قيامًا، وصاموا صياماً، ومن جمعه فقال: أئمة فلأنه قد كثر في معنى الصفة قالوا أئمة.

  دعاؤكم: مصدر أضيف إلي المفعول كقولهم: أعجبني بناء هذه الدار وخياطة هذا الثوب.

  · المعنى: عاد إلى ذكر المؤمنين فقال تعالى: «وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ» قيل: الشرك وتعظيم الأنداد، عن الضحاك، وقيل: شهادة الزور، عن علي بن أبي طلحة، وقيل: أعياد المشركين، عن مجاهد، وقيل: هو الغناء، عن محمد بن الحنفية، وقيل: الكذب، عن مجاهد، وقيل: مجالس الباطل، عن قتادة، ولا تنافي بين الجميع فيحمل عليها «وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا» قيل: إذا سمعوا شتم الكفار وأذاهم أعرضوا، عن مجاهد، ومقاتل، وقيل: هي منسوخة بآية القتال، عن السدي، وليس بصحيح. وقيل: إذا مروا بما كان من المشركين من القبائح مروا منكرين معرضين