التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما 72 والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا 73 والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما 74 أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما 75 خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما 76 قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما 77}

صفحة 5333 - الجزء 7

  عنها، عن ابن زيد، وقيل: إذا مروا بمجالس اللَّهو مروا معرضين مسرعين، وقيل: اللغو: المعاصي، وقيل: مروا كراماً لا يرضون بذلك، ولا يختلطون بهم؛ بل ينكرون، وقيل: معرضين يقال: شاة كريمة إذا كانت تعرض عند الحلب، فاستعير في الصفح عن الذنب، «وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا» لم يسقطوا «عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا» يعني كأنه أصم لا يسمع، أعمى لا يبصر، لكن يسمعون ويتدبرون ويفهمون، يعني ليسوا كالساقط في مكان لا يبالي بما يسمع ويرى؛ بل يسمعون ويلحقهم هزة بذلك، وقيل: لم يخروا ولم يقتروا، عن الفراء، وقيل: خروا صلة، كقوله: {خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}⁣[مريم: ٥٨] والمعنى لم يصيروا كذلك، تقول العرب: قعد يتمنى، وقام يخاطبني، والمراد صار كذلك، «وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ» أي: مؤمنين، فتقر أعينهم، وقيل: كانوا إذا نظروا إليهم مؤمنين سروا، وإذا نظروا إليهم كفارًا اغتموا وحزنوا، فينالوا من نور أعينهم بالنظر إليهم، «وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا» أئمة يقتدى بنا، قيل: اجعلنا هداة يقتدى بنا، عن ابن عباس، وقيل: من المقلوب، أي: اجعل المتقين إماماً لنا لنأتم بهم، عن مجاهد، قيل «لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا» أي: للمتقين