قوله تعالى: {وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين 10 قوم فرعون ألا يتقون 11 قال رب إني أخاف أن يكذبون 12 ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون 13 ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون 14 قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون 15 فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين 16 أن أرسل معنا بني إسرائيل 17 قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين 18 وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين 19 قال فعلتها إذا وأنا من الضالين 20}
  والتربية: تنشئة الشيء حالاً بعد حال، رباه يربيه، نظيره نماه ينميه.
  والعُمْرُ والعُمُرُ بسكون الميم ورفعها لغتان، وأما في القَسَمِ ففتح العين وجزم الميم لا غير، قال الشاعر:
  وَلا بُدَّ مِن تَركِ إِحدى اثنتيـ ... ـنِ إِمَّا الحياة وَإِمَّا العُمُر
  · الإعراب: نصب (قَوْمَ) ب (ائْتِ) وهو بدل من القوم الأول، وقيل: نصب على التفسير.
  ومتى قيل: كيف قال: «إِنَّا رَسُولُ» وهما اثنان؟
  فجوابنا: فيه وجوه:
  أحدها: معناه كل واحد [منا] رسول.
  وثانيها: أنه مصدر يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث كأنه ذو رسالة، قال الشاعر:
  لَقَدْ كَذَبَ الْوَاشُونَ مَا بُحْتُ عِنْدَهُمْ ... بِسِرٍّ وَلَا أَرْسَلْتُهُمْ بِرَسُولِ
  أي: برسالة، عن الفراء. وأنشد الأخفش:
  إذ العواذل ليس لي بأمين
  وأراد الأمناء، وذكر أن الرسول يكون في معنى الواحد والاثنين والجمع، يقولون:
  هَؤُلَاءِ رسولي، وهذان رسولي، وهذا رسولي، وإلى هذا الوجه ذهب أبو عبيدة.
  والواو في قوله: {وَلَا يَنْطَلِقُ} قيل: واو العطف، وقيل: واو الحال، عن أبي مسلم. كأنه قيل: يضيق صدري، فلا ينطلق لساني في تلك الحال.
  · المعنى: ثم ابتدأ بذكر موسى # تسلية له في تكذيب قومه وزجرًا لقومه، وإنما كرر قصة موسى في القرآن؛ لأن اليهود كانوا حول المدينة، وكثيرًا ما دخلوا على النبي ÷