قوله تعالى: {وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون 52 فأرسل فرعون في المدائن حاشرين 53 إن هؤلاء لشرذمة قليلون 54 وإنهم لنا لغائظون 55 وإنا لجميع حاذرون 56 فأخرجناهم من جنات وعيون 57 وكنوز ومقام كريم 58 كذلك وأورثناها بني إسرائيل 59 فأتبعوهم مشرقين 60 فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون 61 قال كلا إن معي ربي سيهدين 62 فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم 63 وأزلفنا ثم الآخرين 64 وأنجينا موسى ومن معه أجمعين 65 ثم أغرقنا الآخرين 66 إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين 67 وإن ربك لهو العزيز الرحيم 68}
  والشرذمة: البقية من الناس، وشرذمة كل شيء بَقِيَّتُهُ.
  والإدراك: اللحوق، ومنه: أدرك قتادة الحسن، وأدركته ببصري، وأدركت الثمرة، وأدرك الغلامُ.
  الطَّوْدُ: الجبل، وجمعه أطواد.
  والإسراء: سير الليل، وكذلك السرى، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى}[الإسراء: ١] وقالوا: عند الصباح يَحْمَدُ القوم السرى، قال الشاعر:
  أنَّى سَرَبْتِ وكنتِ غيرَ سَرُوْبِ ... وتُقَرِّبُ الأحلامُ غيرَ قريبِ
  والكنز: المال المخبأ في الأرض، وفي الشرع: اسم لمال لا تؤدى زكاته، وعليه حمل قوله: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ}[التوبة: ٣٤] ورووا عن النبي ÷: «كل مال أدي زكاته فليس بكنز».
  وغاظ يغيظ غيظاً إذا أغضب.
  وأشرق: دخل في وقت إشراق الشمس.
  والزُّلْفَةُ: القربة، وأزلفنا قربنا، وقيل: جمعنا، وأصله الجمع، وليلة المزدلفة أخذت؛ لأنها ليلة جمع، عن أبي عبيدة.
  والعيون: جمع عين، وهو عين الماء، وهو فُعُولٌ بضم العين، ومنهم من يقرأ بكسر العين؛ لأن بعدها ياء وذلك نحو: بُيُوت وبِيُوت إلا أن القراءة بالضم.
  · الإعراب: (شِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) ولم يقل: قليلة؛ لأن تقديره: هَؤُلَاءِ شرذمة هَؤُلَاءِ قليلون، وقيل: يقال: هم قليل، وهم قليلون، وقيل: أراد كل طائفة منهم قليلة، فلما جمع قال: «قليلون».
  «مشرقين» نصب على الظرف، يعني اتبعوهم في ذلك الوقت، كقولهم: اتبعوهم صباحاً.