التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كذب أصحاب الأيكة المرسلين 176 إذ قال لهم شعيب ألا تتقون 177 إني لكم رسول أمين 178 فاتقوا الله وأطيعون 179 وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين 180 أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين 181 وزنوا بالقسطاس المستقيم 182 ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين 183 واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين 184 قالوا إنما أنت من المسحرين 185 وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين 186 فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين 187 قال ربي أعلم بما تعملون 188 فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم 189 إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين 190 وإن ربك لهو العزيز الرحيم 191}

صفحة 5383 - الجزء 7

  ويدل قوله: {إِنِّي لِعَمَلِكُمْ} أن الواجب فيمن رأى منكرًا ولم يمكنه تغييره أن ينكره بقلبه، وهو أقل أحوال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

قوله تعالى: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ١٧٦ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ ١٧٧ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ١٧٨ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ١٧٩ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٨٠ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ ١٨١ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ١٨٢ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ١٨٣ وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ ١٨٤ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ١٨٥ وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ١٨٦ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ١٨٧ قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ١٨٨ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ١٨٩ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ١٩٠ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ١٩١}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عامر: «أَصْحَابُ لَيْكَةِ» مفتوحة اللام والياء غير مهموزة على أنه اسم المدينة مَعْرِفة لا - ينصرف، وفي (ص) مثله. وقرأ الباقون ساكنة اللام مكسورة التاء مهموزة، والليكة والأيكة لغتان، وأَيْكٌ جمع أَيْكَةٍ وهي الغَيْضَةُ، وكل مكان فيه شجر ملتفت فهو أَيْكٌ.

  · اللغة: الصاحب: الكائن مع الشيء في غالب أمره، يقال: صاحب الدار لمالكه، وأصحاب النبي ÷ ورضي عنهم الَّذِينَ لازموه دون الوافدين عليه مرة أو مرتين، وصَحِبَكَ اللَّه أي: كان معك بالنصرة.

  والإيفاء: إعطاء الواجب بكماله من غير نقصان، أَوْفَى يُوفِي إيفاءً.