التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإنه لتنزيل رب العالمين 192 نزل به الروح الأمين 193 على قلبك لتكون من المنذرين 194 بلسان عربي مبين 195 وإنه لفي زبر الأولين 196 أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل 197 ولو نزلناه على بعض الأعجمين 198 فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين 199 كذلك سلكناه في قلوب المجرمين 200 لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم 201 فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون 202 فيقولوا هل نحن منظرون 203}

صفحة 5387 - الجزء 7

  · القراءة: قرأ ابن عامر: «أَوَلَمْ تَكُنْ» بالتاء «آيةٌ» بالرفع، وقرأ الباقون بالياء، «آيةً» بالنصب، فعلى هذا الهاء كناية عن علم علماء بني إسرائيل، فيكون العِلْمُ اسماً والآية خبرًا فنصبه.

  فأما قراءة ابن عامر، فالهاء كناية عن الآية فتكون الآية اسماً [و] {أَنْ يَعْلَمَهُ} في محل الخبر.

  قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم: «نَزَلَ بِهِ» خفيفة الزاي «الروحُ» بالرفع على أنه الفاعل، يعني نزل جبريل بالقرآن «الأمينُ» رفع لأنه نعت للروح. وقرأ الباقون: «نَزَّلَ» بالتشديد «الروحَ» بالنصب على أنه مفعول، أي: اللَّه تعالى نزل جبريل به.

  · القراءة الظاهرة: {الْأَعْجَمِينَ} بياء واحدة جمع الأعجم الذي لا يفصح ولا يحسن العربية، وعن الحسن: «الأعْجَمِيِّين» منسوب إلى العجم.

  قراءة العامة: {فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً} بالياء العذاب، وعن الحسن بالتاء أي: الساعة.

  · اللغة: الزُّبُر: الكتب، واحدها: زَبُورٌ، زَبَرْت الكتاب أَزْبُرُهُ زَبْرًا: كتبته، وأصل الباب الجمع.

  الأعجم والعجمي بمعنى واحد، عن الفراء وثعلب. وقيل: بينهما فرق، فالأعجم الذي لا يفصح؛ لأن في لسانه عجمة، والعجمي منسوب إلى العجم وإن كان فصيحاً، والعجماء: البهيمة، ومنه: «جُرْح العجماء جُبَارٌ»، وسمي بذلك لأنه لا يتكلم، وكل من لا يقدر على الكلام فهو أعجم ومستعجم، ونقيض الأعجم:

  الفصيح، ونقيض العجمي: العربي، والنسبة إلى الأعجم أعجمي.

  · الإعراب: نصب {فَيَقُولُوا}؛ لأنه جواب التمني بالفاء.