قوله تعالى: {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون 171}
  علي، أي لا ينظرون ولا يعلمون ما لزمهم معرفته. وقيل: هو على جهة الذم، كما يقال: فلان أعمى القلب، عن أبي القاسم.
  ويقال: كيف الاحتجاج بهذا عليهم؟
  قلنا: معناه أكنتم تتبعونهم وإن ظهر لكم أنهم لا يعقلون شيئًا من أمور الدين ولا يهتدون إلى الحق أم كنتم تنصرفون عن اتباعهم إن وجب الانصراف؟ فوجب في الاتباع أن يعلم أولاً أنهم على حق أم لا فيجب إذًا اتباع الدليل دون هَؤُلَاءِ.
  ويقال: في قوله: «لاَ يَعْقِلُونَ» هو عام.
  قلنا: لا، بل المراد به الخصوص، يعني لا يعقلون من أمر الدين شيئًا، ولا يهتدون إلى حق.
  · الأحكام: تدل الآية على بطلان التقليد؛ لأنه ليس بطريق إلى المعرفة؛ إذ ليس تقليد بعضهم أولى من بعض.
  وتدل على جواز النظر والحجاج في الدين؛ لأن قوله: «اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّه» أولاً، ثم قوله: «أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ» طريقُهُ الحجاج، نبه بذلك على أن المعتبر الحجة دون اتباع الأشخاص.
  وتدل على بطلان قول أصحاب المعارف؛ لأنه يدل على أنهم كانوا على ضلال في الاعتقاد، عن أبي علي.
قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ١٧١}