التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين 221 تنزل على كل أفاك أثيم 222 يلقون السمع وأكثرهم كاذبون 223 والشعراء يتبعهم الغاوون 224 ألم تر أنهم في كل واد يهيمون 225 وأنهم يقولون ما لا يفعلون 226 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون 227}

صفحة 5399 - الجزء 7

  حقًّا؛ لأن الشعر كلام منظوم فهو كالمنثوو حَسَنُهُ حَسَنٌ وقبيحه قبح، وكان رسول اللَّه ÷ يسمع، ويُنْشَدُ بين يديه، وكان يستنشد، ومدحه كعب، وحسان، وأمر حسان أن يجيب عنه، وتدل على صحة ما قلنا في الاستثناء، ولأن كثيرًا من الصحابة روي عنه الشعر.

  وتدل أن الشعر لا يمنع كون قائله مؤمناً إذا كان محسناً.

  وتدل على أن مَنْ هجاه غيره يحسن منه أن ينتصر منه بشعر يذكر مخازي من هجاه، وفساد طريقته بشرط ألا يكذب ولا يعيبه بما ليس هو فعل له.

  وتدل على وعيد الظلمة وزجر عن الظلم.

  وتدل على أن أفعال العباد حادثة من جهتهم من وجوه أضافها إليهم وألحق بهم المدح والذم.