التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين 1 هدى وبشرى للمؤمنين 2 الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون 3 إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون 4 أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون 5 وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم 6 إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون 7}

صفحة 5406 - الجزء 8

  · القراءة: قرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب: «بِشِهَابٍ قَبَسٍ» منونة غير مضاف، جعل قبسًا صفة، وقرأ الباقون: «بِشِهَابِ» بغير تنوين مضاف إلى «قَبَسٍ» فالأول على تقدير مُنَوِّرٍ، والثاني على تقدير: نار؟ أي: شعلة نار، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم.

  · اللغة: الإيناس: الإحساس بالشيء من جهة يؤنس بها، آنسْتُهُ أُونِسُهُ إِينَاسا.

  والشهاب: نور كالعمود من النار، وجمعه: شهُبٌ، ومنه قيل للنجم الذي يمتد في السماء: شهاب.

  والقبس: القطعة من النار، واقتبس من النار اقتباسًا؛ أي: أخذ منها شعلة، واقتبس علمًا مشبّهٌ به.

  والاصطلاء: طلب التدفؤِ بالنار.

  · الإعراب: «هُدًى وَبُشْرَى» فيه وجهان من العربية: الرفع على خبر الابتداء، أي: هو هدى، والنصب على القطع والحال، ويحتمل الجر عطفًا على ما سبقه من قوله:

  {وَكِتَابٍ مُبِينٍ}⁣[النمل: ١] وقول موسى لأهله: {آتيكم} قيل: لأنه أقامها مقام الجماعة، وقيل: كان معها غيرها من أولادها.

  · المعنى: «طس» قد بَيَّنَا فيما تقدم الكلام في هذه الحروف، وأن المفسرين أكثروا فيها، والإخبار وقع على أربعة أقوال: