قوله تعالى: {فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين 8 ياموسى إنه أنا الله العزيز الحكيم 9 وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب ياموسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون 10 إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم 11 وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين 12 فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين 13 وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين 14}
  · الإعراب: يقال: ما حكم الاستثناء في قوله: {إِلَّا مَنْ ظَلَمَ}؟
  قلنا: فيه وجوه:
  أولها: إلا مَنْ ظَلَمَ. فيما يفعل من صغيرة، فيكون الاستثناء في هذا متصلاً في معنى قول الحسن.
  وثانيها: لكن من ظَلَمَ العباد فهذا أمره، فيكون استثناء منقطعًا.
  وثالثها: تقديره: لا يخاف لدي المرسلون، إنما الخوف على من سواهم، إلا من ظلم ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ.
  وقيل: (إلا) بمعنى الواو كقوله: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا}[البقرة: ١٥٠] تقديره: ولا مَنْ ظلم ثم تاب.
  وقيل: (إلا) بمعنى (أمَّا)، يعني: أمّا مَنْ ظَلَمَ ثم بدل حسنًا فلا خوف عليه أيضا.
  «واستيقنتها» الواو واو الحال، عن أبي مسلم.
  «إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ» الهاء عماد، تقديره: يا موسى أنا اللَّه «ولم يعقب» عليه تمام الكلام، ثم قال: «يا موسى» وهو رفع؛ لأنه نداء مفرد.
  {تَخْرُجْ} جزم؛ لأنه جواب الأمر في قوله: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ}.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى تمام قصة موسى #، فقال سبحانه: «فَلَمَّا جَاءَهَا» الهاء كناية عن النار، والمعنى: جاء موضعَ النار «نُودِيَ» يعني: موسى، قيل: ناداه اللَّه بأن