قوله تعالى: {قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين 27 اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون 28 قالت ياأيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم 29 إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم 30 ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين 31}
  ويدل قوله: «وَزَيَّنَ ...» الآية. أن أفعالهم ليست بخلق لله، وأن المُزَيِّنَ هو الشيطان، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ: إن المزين هو اللَّه، والخالق لأعمالهم والصادّ هو اللَّه تعالى.
  وتدل على أن غير المكلف قد يعرف الفرق بين من يتمسك بالإسلام وغيره، ونحن قد نعلم ذلك من المراهقين.
  ويدل قوله: {فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} أن المعارف مكتسبة، وقوله: {بِنَبَإٍ يَقِينٍ} يدل على أن غير المكلف يتيقن الأشياء.
قوله تعالى: {قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ٢٧ اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ٢٨ قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ٢٩ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ٣٠ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ٣١}
  · القراءة: «إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ» قراءة العامة بالكسر على الابتداء، وقرئ بالفتح على تقدير: إني ألقي [إليَّ] كتابٌ من سليمان.
  وقراءة العامة: «تعلوا» بالعين غير معجمة، وعن أشهب العقيلي بالغين معجمة من الغلو، ولا تجوز القراءة به.
  · اللغة: العُلُوُّ: التكبر وطلب القهر، وأصله من العُلُوّ في المكان، يقال: علا في المكان يعلو علوًّا، وعَلاَ في المكارم يَعْلَى عَلاَء، وعلا على فلان علوًا.
  · الإعراب: «أَلَّا تَعْلُوا» يحتمل الرفع على البدل من الكتاب، والنصب بمعنى بألا تعلوا.
  والهاء في قوله: «إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ» كناية عن العنوان، والهاء الثانية كناية عن الشطر الأول.