قوله تعالى: {ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون 54 أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون 55 فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون 56 فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين 57 وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين 58 قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون 59}
  · الأحكام: تدل الآية على ما ذكرنا أن عادة الأنبياء الدعاء إلى التوحيد والعدل أولاً.
  وتدل أن للمؤمن أن يخاصم الكافر في الدين، فتدل على صحة الحجاج.
  وتدل أن الرحمة تنال بالاستغفار.
  وتدل أنهم لما ذكروا أنهم تشاءموا به أجاب بأن ذلك يأتيهم من جهة اللَّه تعالى.
  ومتى قيل: أليس روي أن الطيرة شرك؟
  قلنا: هو على وجهين: أحدهما: من أضاف فعل اللَّه من المجيء والذهاب إلى غيره فهو شرك، ومن أضاف إلى اللَّه وجعل أحدًا سببًا فيه فليس بشرك، ثم قد يكون فسقًا وقد يكون صدقًا، وهذه من الأشياء التي كانت يعتقدها أهل الكفر فأبطلها الإسلام كالعدوى ونحوه، فقال ÷: «لا هامة ولا عدوى ولا صَفَرَ».
  وتدل على عظم حال أولئك التسعة في المعصية.
  وتدل أن كل مَنْ مكر في الدين الحق أنه تعالى يبطل كيده، ويجعل دائرة السوء عليه.
  وتدل على أن الظلم يعقب خراب البيوت، وعن ابن عباسٍ: أجد في كتاب اللَّه الظلم يخرب البيوت، وتلا هذه الآية، وروي أنه كذلك في التوراة.
  وتدل أن ذلك المكر والظلم فعلُهم؛ لذلك أضافه إليهم، وعاقبهم عليه.
قوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ٥٤ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ٥٥ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ٥٦ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ ٥٧ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ٥٨ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ٥٩}
  · القراءة: قرأ عاصم وأبو بكر ويعقوب: «يُشْرِكون» بالياء، والباقون بالتاء على الخطاب.