قوله تعالى: {أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون 60 أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون 61 أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون 62 أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون 63 أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين 64}
  والبهجة: الحسن، بهيج وباهج: حَسَنٌ، وأصله الابتهاج وهو السرور، كأنه يستر به من يراه لحُسْنِهِ.
  والقرار: المكان المطمئن الذي يستقر فيه الماء وغيره، ويقال للروضة المنخفضة: القرارة، ومنه الحديث في علي، قال ابن عباس: (علمي إلى عِلْمِ عَلِيٍّ
  كالقرارة في المُثْعَنْجَرِ) أي: كالغدير في البحر.
  وخلال الشيء: وسطه، واحده: خَلَلٌ، نحو جبل وجبال، أصله من الخلل:
  الفرجة تقع في الشيء.
  والنهر: المجرى الواسع من مجاري الماء، وأصله الاتساع، ومنه: النهار لاتساع ضيائه، ومنه: «ما أَنْهَرَ الدَّمَ» أي: أجراه، قال الشاعر:
  مَلَكْتُ بها كَفِّي فَأَنْهَرْتُ فَتْقَهَا
  أي: أوسعت.
  والرواسي: الجبال الثابتة، رست ترسو: إذا ثبتت.
  والحاجز: المانع، والحُجْزُ: العشيرة؛ لأنه يمتنع بهم، ومنه: إن رُمْتَ المُحَاجَزَةَ فَقَبْلَ المناجزة؛ يعني إن أردت المسالمة فقبل المحاربة.
  والمضطر: مفتعل من الضرورة بفتح العين، ولفظ الفاعل والمفعول فيه متفق إذا لم يظهر التضعيف، فيقال: مُضْطَرٌّ لمن اضطر غيره، فإذا أظهرت التضعيف افترق الفاعل والمفعول، فقلت في الفاعل: مُضطَرِرٌ على بناء «مُفْتَعِل» بكسر العين، وفي المفعول: مُضْطَرَرٌ بفتح العين، والمضطر المدفوع إلى ضيق شديد، وأصله من قرب الشيء ولزومه، عن أبي مسلم.
  والبرهان: البيان بحجة، بَرْهَنَ قوله: بيَّنه بحجة، والبرهان: إظهار المعنى للنفس.