قوله تعالى: {قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون 65 بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون 66 وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون 67 لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين 68 قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين 69 ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون 70}
  عليهم في الآخرة، قيل: هي كائنة، وقيل: بالألف، أي: لم يُدْرَكْ، قال الفراء: وهو وجه جيد، كأنه وجهه إلى الاستهزاء بالمكذبين بالبعث، كقولك [لرجل]، تكذّبه: بلى لعمري لقد أدركت السلف وأنت تروي ما لا يروي أحد [وأنت]، تكذبه، [وقرأ] سليمان بن يسار وعطاء: «بَلِ ادَّرَكَ» غير مهموز، وقرأ ابن محيصن: «بَلْ أَدْرَكَ» على الاستفهام أي: لم يدرك.
  قرأ ابن كثير: «ضِيق» بكسر الضاد، الباقون بفتحها، قال ابن السكيت: هما لغتان بمعنى، وقال الفراء: بالفتح: ما ضاق عنه صدرك، وبالكسر: ما يكون في الذي يتسع ويضيق كالدار والثواب.
  فأما قوله: {أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا} {أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ} فقد بَيَّنَّا من قبل أن أبا جعفر ونافع قرآ في الأول بكسر الألف غير مستفهم، وفي الثاني بالاستفهام وبهمزة ممدودة، وأن ابن عامر والكسائي قرآ في الأول بهمزتين، وفي الثاني بنونين من غير استفهام، وقرأ ابن كثير ويعقوب في الأول بالاستفهام بهمزة غير ممدودة، وكذلك في الثاني بهمزة غير ممدودة على الاستفهام، وفيهما همزة ممدودة على عادته في الاستفهام، وقرأ عاصم وحمزة بالاستفهام فيهما بهمزتين.
  · اللغة: الإدراك: اللحوق، تدارك القوم لحق أولهم آخرهم، وأدركوا: تتابعوا، والإدراك: الإلحاق، ومنه: أدرك قتادة الحسن.
  والأساطير: جمع أسطور، وهو مما يكتب.
  والضيق: خلاف السعة، يقال: في قلبه ضيق، وضاق الرجل: بَخِلَ، وأضاق: افتقر.