قوله تعالى: {قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون 65 بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون 66 وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون 67 لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين 68 قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين 69 ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون 70}
  · الإعراب: قال الفراء: إنما رفع ما بعد (إلا)؛ لأن قبلها، جحْدًا كما تقول: ما ذهب أحد إلا أبوك، كأنه قيل: ذهب أبوك.
  وقيل: معنى (بل) ههنا معنى (هل) أي: هل علموا علم الآخرة أم هم في شك؟ عن ابن الأنباري. وقيل: (هل) يدرك بمعنى (أم)، والمراد به الاستفهام، والميم صلة أي: ادَّارك علمهم في الآخرة؟! أي: لم يدرك، بل هم في شك لجهلهم بالآخرة، وقد تضع العرب (بل) موضع (أم) في مواضع، وقيل: بمعنى (لو) أي: لو ادَّارك علمهم في الآخرة لم يَشُكُّوا، ولأجل شبههم صاروا عمين.
  · النزول: قيل: نزل قوله: {قُلْ لَا يَعْلَمُ} في المشركين حين سألوا رسول الله ÷ عن وقت الساعة.
  وقيل: نزل قوله: {وَلَا تَخزَنْ عَلَيهِمْ} في المستهزئين الَّذِينَ اقتسموا عقار مكة، وقد مضت قصتهم.
  · المعنى: لما تقدم دلائل الوحدانية عقبه بذكر النشأة الثانية، فقال سبحانه: «قُلْ» يا محمد «لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيبَ إِلَّا اللَّهُ» قيل: الغيب ما غاب عن الحواس ولا دليل عليه عقلاً أو سمعًا، وقيل: هو ما لا يعلم ضرورة ولا اكتسابًا «بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ» وقيل: علموا ذلك لما عاينوا حين لا ينفعهم اليقين مع شكهم في الدنيا، عن ابن عباس، ومجاهد، وأبي علي. يعني هَؤُلَاءِ لو لم يعلموا في الدنيا يعلمون في الآخرة ضرورة. وقيل: بل غاب وضل علمهم في الآخرة، فليس