التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم 173}

صفحة 712 - الجزء 1

  وابن عامر وأبو عمر عن عاصم كل القرآن، فأما نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم في بعضها بالتخفيف وبعضها بالتشديد.

  وقرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عامر والكسائي: «فمن اضطر» بضم النون والباقون بالكسر، فالضم - للاتباع والكسر على أصل الحركة لالتقاء الساكنين، ولهم في نظائر ذلك اختلاف.

  · اللغة: التحريم: ضد التحليل، وهو ما دخله الحظر، وأصله المنع.

  والميت بالتخفيف والتثقيل بمعنى واحد، وقيل: بينهما فرق، قال أبو عمرو: ما كان قد مات فهو بالتخفيف، كقوله: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} وما لم يمت بالتثقيل كقوله: {إِنَّكَ مَيِّتٌ} ووجه ذلك أن التثقيل لما كان هو الأصل كان أقوى على التصريف، وقال غيره: المعنى واحد، وإنما التخفيف لثقل الياء والكسر، قال الشاعر:

  إِنَّمَا المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ فجمع بين اللغتين، وأصله مَيْوِتٌ؛ لأنه من الموت، أدغمت الواو في الياء.

  والإهلال: التصويت، ومنه: استهل الصبي، والإهلال على الذبيحة: رفع الصوت بالتسمية.

  والاضطرار: الضرورة، وهو فعل لا يمكن المفعول به الامتناع فيه.

  والبغي: الطلب، ومنه: فلان باغٍ أي طالب.

  والعادي: المعتدي.