قوله تعالى: {طسم 1 تلك آيات الكتاب المبين 2 نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون 3 إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين 4 ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين 5}
  القرآن. وقيل: قالوا: لا تسمعوا لهذا القرآن، فأسمعهم ما لم يكن عندهم لتأتي الحجة عليهم بعده، عن قطرب. وقيل: حروف من أسماء الله تعالى، عن ابن عباس. «تِلْكَ» قيل: إشارة إلى السورة، ومعناه: هذه، وقيل: تلك الحروف، عن أبي مسلم. «آيَاتُ» قيل: هذه آيات القرآن التي وعدتك إنزاله. وقيل: هذا القرآن هو «الْكِتَابِ الْمُبِينِ»، عن الحسن. «الْمُبِينِ» قيل: الذي يبين الرشد من الغي، عن قتادة. وقيل: المبين الواضح، عن أبي مسلم. وقيل: المبين أنه من عند الله، وقيل: مبين الأحكام «نَتْلُو عَلَيكَ» أي: نقرأ «مِن نَّبَإِ» أي: من خبر «مُوسَى و» عدوه «فِرْعَوْنَ»، قيل: لتعلموا أن سبيلنا فيك وفي قومك نحو سبيلنا في موسى وقومه «بِالْحَقِّ» بالصدق «لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» أي: يصدقون بالحق ويصدقونه في ذلك، وخصهم بالذكر؛ لأنهم يقبلونه وينتفعون به، وقيل: لأن الصلاح في تلاوته عليهم، وقيل: كأنه لم يُعْبَدْ بغيرهم، وقيل: لأن غيرهم تبع لهم «إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الْأَرْضِ» أي: تجبر واستكبر، عن ابن عباس، والسدي. وقيل: بغى، عن قتادة. وقيل: تعظم، عن مقاتل. والأرض أرض مصر؛ لأن ملكه لم يَبْعُدْها «وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا» فرقًا وأصنافًا، قيل: جعل بني إسرائيل فرقًا في أعمالهم، وقيل: في الخدمة والتسخير، وقيل: جعل كل فرقة في حرفة على وجه الاستعباد، وقيل: أهلها يرجع إلى جميع أهلها أي: جعلهم فرقًا «يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ» وهم بنو إسرائيل، وطائفة قاهرة وهم قومه، وقيل: يراهم ضعفاء عاجزين عن الانتصار منهم «يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ»؛ لأنه أخبر أنه سيولد فيهم من يكون زوال ملكه على يده «وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ» يبقيهن أحياء «إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ»، «وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ» أي: ننعم «عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ» بني إسرائيل «وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً» قيل: قادة في الخير يقتدى بهم، عن ابن عباس. وقيل: ولاة ملوكًا، عن قتادة. وقيل: دعاة إلى الخير، عن مجاهد. «وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ» قيل: لما في يد فرعون بعد هلاكهم من الملك والمال، ونجعلهم الوارثين للنبوة والحكم «وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي