قوله تعالى: {طسم 1 تلك آيات الكتاب المبين 2 نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون 3 إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين 4 ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين 5}
  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: (وَيُرِي) بالياء، قالوا على فعل ماضٍ مضاف، «فِرْعَوْنُ وَهَامَانُ وَجُنُودُهُمَا» بالرفع لإضافة الفعل إليهم، وهو قراءة الأعمش ويحيى بن وثاب واختيار خلف بن هشام، الباقون بالنون وضمها وكسر الراء،) فِرْعَوْنَ) وما بعده نصب، فالفعل في (وَنُرِيَ) مضاف إليه تعالى، وَ «فِرْعَوْنَ» وما بعده نصب، لوقوع الفعل عليهم.
  · اللغة: النبأ: الخبر عما يعظم شأنه، وأصله من المعرفة، ومنه النبي.
  والشِّيَعُ: الفِرَق، وكل فرقة شيعة، وسموا شيعًا؛ لأن بعضهم يتابعُ بعضًا، شَيَّعَهُ:
  تبعه، والعرب تقول: شاعكم السلام: تبعكم، وتجمع شيعة على شِيَعٍ وأَشْياعٍ نطق القرآن بهما فقال: {فِى شِيعَ الأَوَّلِينَ}[الحجر: ١٠]، وقال: {كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ}[سبأ: ٥٤].
  والتمكين: تكميل ما به يتم الفعل، وزوال الموانع.
  والحذر: توقي ما فيه الضرر.
  · الإعراب: الواو في قوله: {وَنُرِيدُ} قيل: واو الحال، يعني: نريد في حال تجبره وقهره أو كان مفسدًا في حال ما نريد هلاكه، وقيل: واو الابتداء، أي: نحن نريد، فهو عِدَةٌ من الله تعالى.
  والضمير في «منهم» يعود على بني إسرائيل، أي: نريهم من بني إسرائيل ما كانوا يحذرون من زوال ملكهم على أيديهم.
  · المعنى: «طسم» قيل: اسم للسورة، وقيل: إشارة إلى إعجاز القرآن حيث ألف من حروف يتكلمون بها، وعجزوا عن مثلها مع وفور دواعيهم. وقيل: إشارة إلى حدوث