قوله تعالى: {ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين 14 ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين 15 قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم 16 قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين 17 فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين 18 فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال ياموسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين 19 وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال ياموسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين 20}
  والترقب: الانتظار، والرقيب: الحافظ، رَقَبْتُ أَرْقُبُ رِقْبَةً ورِقْبَانًا: إذا انتظرت، والمَرْقَبُ: المكان العالي يقف عليه الرقيب.
  والاستصراخ: طلب الصراخ على العدو بما يردعه من الإيقاع به.
  والاستنصار: طلب النصر.
  والغوي: المنهمك في الباطل، والتغاوي: التجمع له.
  والائتمار: المشاورة وأمر بعضهم لبعض، ائتمر القوم وتآمروا: إذا شاور بعضهم بعضًا، وكذلك ارتأوا، قال الشاعر:
  أَرَى النَّاسَ قَدْ أَحْدَثُوا شِيمَةً ... وَفِي كُلِّ حَادِثَةٍ يُؤْتَمَرُ
  أي: [يتشاور] ويرتأي [فيها]، وهم يفتعلون من الأمر.
  · الإعراب: قوله: {يَأتمِرُونَ بِكَ} قيل: معناه: يرقبونك، والكاف محله خفض بالباء.
  ويُقال: لِمَ دخلت الفاء في قوله: {فَلَنْ أَكُونَ}؟
  قلنا: على شبه جواب الجزاء أي: إن أنعمت عليَّ فلن أكون، فوقع الإنعام موقع {بِمَا أَنْعَمْتَ} فقيل: {فَلَنْ أَكُونَ}؛ لأن في كلا الموضعين يدل على أن الثاني وقع من أجل الأول.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى حديث موسى (#) بعد ما شب، وسبب خروجه من مصر، فقال سبحانه: «وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ» قيل: وقت تمام الحجة، عن الحسن. وقيل: