قوله تعالى: {قالت إحداهما ياأبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين 26 قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين 27 قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل 28 فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون 29 فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن ياموسى إني أنا الله رب العالمين 30}
  والإنكاح: عقد التناكح على عقد، أنكحه: زَوَّجَهُ، والنكاح يستعمل بمعنى الوطء، وبمعنى العقد، وقد اختلفوا أنه في أيهما حقيقة، والأصح أنه في عرف الشرع حقيقة للعقد، ويجوز أن يكون الاسم مجازًا في اللغة، ثم يصير حقيقة في الشرع بالنقل إليه، وكذلك بالعُرْفِ.
  والحِجَجُ: جمع حَجَّةٍ، وهي السَّنَةُ.
  والأجل: الوقت.
  والإيناس: رؤية ما يؤنس إليه.
  والجذوة: الغليظة من الحطب فيها النار، وهي مثل الجذوة من أصل الشجر.
  والاصطلاء: طلب الصلاء.
  وشاطئ الوادي: جانبه، وهو الشط، وجمعه: شواطئ.
  · الإعراب: نصب «أَيَّ» ب «قضيت».
  و (ما) في قوله: «أيما» زائدة، ومعناه: أَيَّ الأجلين، وهو كذلك في رواية ابن مسعود.
  {عُدْوَانَ} بالنصب على النفي، أي: لا اعتداء عليَّ.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى لُبْثَ موسى في مدين وانصرافه، وأنه أوحى إليه، فقال سبحانه: «قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ» قيل: فلما رأوا أمانته وقوته رغبوا فيه، فقالت إحدى ابنتي الشيخ - قيل: هي التي تزوجها -: «يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ» ليرعى أغنامنا «إنَّ خَيرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ» قيل: قوته أنه سقى الماشية بدلو واحد، وأمانته أنه