التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الم 1 أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون 2 ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين 3 أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون 4 من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم 5 ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين 6 والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون 7}

صفحة 5541 - الجزء 8

سورة العنكبوت

  سورة (العنكبوت)، تسع وستون آية، وقيل: إنها مكية، عن الأكثر. وقال قتادة:

  عشر آيات من أولها مدنية، والباقي مكية.

  وعن أُبَيٍّ بن كعب، أن رسول الله ÷ قال: «من قرأ سورة (العنكبوت) كان له من الأجر عشر حسنات بعدد المؤمن والمنافق».

  ولما ختم سورة (القصص) بالوعد والوعيد، افتتح هذه السورة بأنه تعالى إنما يفعل ذلك بهم؛ لأنه كلفهم، ولم يتركهم سدى مهملاً، ثم اتصل به الكلام.

قوله تعالى: {الم ١ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ٢ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ٣ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ٤ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٥ وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ٦ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ٧}

  · اللغة: الحسبان والظق والتخيل والتوهم من النظائر، وهو قوة أحد النقيضين على الآخر من غير قطع، وفي العلمِ القطعُ، وفي الشك الاستواء، وأصله مأخوذ من الحساب.