التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون 8 والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين 9 ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين 10 وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين 11}

صفحة 5546 - الجزء 8

  بعلمه، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق، وفي جزاء الأعمال، وكذلك قوله:

  {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} يدل على الوجهين.

قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٨ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ ٩ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ١٠ وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ ١١}

  · القراءة: قراءة العامة «حُسْناً» بضم الحاء وسكون السين، وعن أبي رجاء العطاردي بفتح الحاء والسين، وفي مصحف أُبي: (إِحْساناً).

  · اللغة: النبأ: الخبر العظيم الشأن، وجمعه: أنباء. والإحسان: الإنعام إلى الغير، وأصله من الحُسْنِ، يقال: حَسُنَ: يَحْسُنُ حسنًا، وأحسن إحسانا.

  · الإعراب: في نصب: «حُسْناً» وجهان:

  أولهما: على التكرير، أي: وصيناه حسنًا أي: بالحسن، كما يقال: وصيناه خيرًا؛ يعني: بالخير.

  وثانيهما: بفعل محذوف، تقديره: ووصينا أن يفعل بهما حسنًا، وقيل: تقديره:

  ألزمنا حسنًا.