قوله تعالى: {ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين 33 إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون 34 ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون 35 وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال ياقوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين 36 فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين 37 وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين 38 وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين 39}
  وهو خطوها ومد أذرعها قوائمها. وضيق الذَّرْع وضيق الصدر: كلام يوضع موضع الحزن والغم.
  والغابر: الباقي، يقال: غَبَرَ: بقي، وغَبَرَ: مضى، وهو من الأضداد، وبالناقة غُبْرُ لبن، أي: بقية.
  والعَيْثُ: الفساد، وعاث يَعِيثُ عَيْثًا: إذا فسد، وعِثْتُ أَعْثِي لغة الحجاز.
  والرَّجْفُ: الاضطراب، رَجَفَتِ الأرض رَجْفًا ورَجْفَةً، والبحر رَجَّاف لاضطرابه، أرجف الناس بالشيء: إذا خاضوا فيه واضطربوا، ومنه الأراجيف.
  والجُثُومُ: السقوط مأخوذ من جثوم الطير في أوكارها لا تطير منها، عن أبي مسلم. وقيل: الجاثم اللاصق بالأرض، وقيل: الجاثم: البارك علي ركبتيه إذا كان وجهه إلى الأرض، عن أبي علي.
  · الإعراب: (ما) في قوله: {بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} (ما) المصدر، بمعنى بِفِسْقِهِمْ.
  و «منها» كناية عن القرية.
  و «آيةً» نصبت ب «تركنا».
  و «أخاهم» نصب قيل: عطفًا على ما تقدم، أي: أرسلنا إلى مدين أخاهم.
  و (عادًا)، و (ثمودَ) قيل: نصب بمحذوف، أي: اذكر عادًا، وقيل: يجوز أن يكون معطوفًا على ما تقدم في قوله: {فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} وانظروا عادًا وثمودَ، عن أبي مسلم. وقيل: نصب على تقدير: وأهلكنا عادًا وثمودَ، والعرب تعطف الاسم على الاسم بإضمار فعْلٍ، قال الشاعر:
  إِذَا مَا الْغَانِيَاتُ بَرَزْنَ يَوْمًا ... وَزَجَّجْنَ الْحَوَاجِبَ وَالْعُيُونَا