قوله تعالى: {الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون 11 ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون 12 ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين 13 ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون 14 فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون 15 وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون 16}
  · القراءة: قرأ أبو عمرو وعاصم في بعض الروايات: «يُرْجَعُون» بالياء كناية عن الخلق، الباقون بالتاء على الخطاب، واتفقوا على ضمها غير يعقوب الحضرمي فإنه يفتحها في جميع القرآن.
  قراءة العامة: {يُبْلِسُ} بكسر اللام، وعن السلمي بفتحها، والأول أظهر وأصح، فلا تجوز القراءة إلا به؛ لأنه المستفيض.
  · اللغة: البَدْءُ: أول الفعل، بدأ يبدأ، وابتدأ ابتداء، والابتداء: نقيض الانتهاء، والبَدْءُ نقيض العود.
  والإعادة: فعل الشيء ثانية، وإذا قيل: عاد الكلام فهو على التقدير، إلا أنه تَوَسُّعٌ فيه، حقيقة في الأجسام وما يبقى من الأعراض، ويكون مقدورًا للقديم سبحانه وتعالى؛ لأن الأصوات لا تجوز عليها الإعادة، والإعادة والرجعة والنشأة الثانية نظائر، أعاد يُعِيدُ إعادة، والله تعالى المختص بالقدرة على الإعادة بعد الإفناء.
  ومتى قيل: كم شرائط الإعادة؟
  قلنا: ثلاثة:
  أحدها: أن يكون الشيء مما يبقى.
  وثانيها: ألا يكون متولدًا.
  وثالثها: أن يكون من مقدور القديم سبحانه، عن القاضي.
  وقيل: ثلاثة أشياء: أن يكون مقدورًا للقديم، [سبحانه خاصة: وما يصح عليه البقاء يصح عليه الإعادة، ولا يصح الإعادة على ما لا يقدر على جنسه غيره تعالى] ومما يبقى يكون جنسه مقدرًا للقدر، عن أبي علي.