قوله تعالى: {الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون 11 ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون 12 ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين 13 ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون 14 فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون 15 وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون 16}
  وقيل: ثلاثة أشياء: أن يكون مقدورًا للقديم، ومما يبقى، وألا يكون متولدًا من سببه لايبقى.
  ومتى قيل: فما الذي يجب إعادته عقلاً وسمعًا؟
  قلنا: أما في العقل: يجب إعادة المُثَاب ومن له عوض لم يوفر عليه في الدنيا، فأما المعاقب فهو حق لله تعالى فيجوز ألا يعيده، إلا أن السمع وَرَدَ بإعادة كل حي مكلف وغير مكلف.
  ومتى قيل: ما الذي يجب أن يعيد من الحي؟
  قلنا: فيه خلاف، فقيل: الأجزاء التي يبين بها حيّ من حيّ، عن القاضي. وقيل:
  الأجزاء والتأليف، عن أبي هاشم. وقيل: الأجزاء والحياة، عن أبي عبد الله. وقيل:
  جميع المكلف، عن أبي القاسم.
  والإبلاس: اليأس من الخير، قال الشاعر:
  يَا صَاحِ هَلْ تَعْرِفُ رَبْعًا مُكْرَسًا ... قَالَ نَعَمْ أَعْرِفُهُ وَأَبْلَسَا
  والحَبر بفتح الحاء وكسرها: العالِمُ، وجمعه: أحبار، والحِبْرُ بكسر الحاء: الذي يكتب به، والحبر: الجمال، والحُبُورُ: السرور، وهو الحَبْرَةُ، والجمع: حبر. قال العجاج:
  [................... ولا لِحَبْلَيْهِ بها حَبارُ
  أي: أثر، يقال: حبر الرجل: إذا كان بِجِلْدِهِ قروح. فبرأت وبقيت لها آثار وسمي السرور حبورًا؛ لما يظهر من أثره في الوجه، وسمي الجمال حبرًا لأنه يسر بآثار.
  والمحبّر: المحسّن والمزيّن، وكان يقال لطفيل الغنوي المحبر؛ لأنه كان يحبر الشعر ويزيّنه، وسمي ما يُكتَبُ به حِبر؛ لأنه يحسِّن الخط، وقيل: سمي لتأثيره.
  والروضة: جمعها: رلاض، وخصه بالذكر؛ لأنه عند العرب أحسن شيء منظرًا وأطيب ريحًا هو الرياض.