قوله تعالى: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون 17 وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون 18 يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون 19 ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون 20}
  وثالثها: كقولنا: مُحَرِّكٌ ومسكن ونحوه.
  والإمساء: الدخول في وقت المساء، والإمساء: مجيء الظلام.
  والإصباح: الدخول في وقت الصباح، والصباح: ضوء النهار، يُقال: أصبح وأمسى، وقد يُذْكرُ ولا يراد هذا المعنى، يقال: أصبح يفعل كذا؛ أي: يفعله.
  والإظهار: الدخول في وقت الظهيرة.
  والنشر: ضد الطيّ، نَشَرَت الريح نشرًا: إذا جرت، ونَشَرْتُ الشيء: فرقته منتشرًا أي: متفرقة من كل جانب، وأنشر الله الموتى فنشروا، أي: أحياهم بعد موتهم، ومنه: {وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا}[الفرقان: ٤٧] أي: ينتشر الناس لحاجاتهم.
  · الإعراب: (سبحان) قيل: نصب على المصدر، وقيل: على الإغراء، أي: عليكم تسبيح الله تعالى.
  نصب (عَشِيًّا) بمحذوف دل عليه الكلام، وتقديره: سبحوه عشيًا، فهو نصب على الظرف أي: في ذلك الوقت.
  و {حِينَ تُمْسُونَ} أي: في المساء، وهو ظرف أيضًا.
  · المعنى: ولما تقدم ذكر ما اتخذوه من الآلهة، وأنها لا تغني عنهم شيئًا؛ أمر تعالى بعبادته؛ لأنه المالك للنفع والضر، وإليه المصير، ثم عقبه بذكر دلائل التوحيد. وقيل: لما ذكر فوز المؤمن عقبه بالأمر بالعبادة، كأنه قيل: إن أردتم ذلك فاعبدوه وسبحوه، فقال سبحانه: «فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ» هذا خبر والمراد: الأمر، أي: سبحوه، قيل: نزهوه عن أن تصفوه بما لا يليق به من الصفات والأسماء والأفعال، وخص هذه الأوقات لما فيه من الدلائل الموجبة لتغيير الأحوال وتبديل الضياء والظلام وأحوال الشمس والقمر، عن أبي مسلم. وقيل: المراد به الصلوات