قوله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون 21 ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين 22 ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون 23 ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون 24 ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون 25 وله من في السماوات والأرض كل له قانتون 26}
  · الإعراب: في قوله: {يُرِيكُمُ الْبَرْقَ} أقوال:
  أولها: حذف (أن) تقديره: ومن آياته أن يريكم، كقول طرفة:
  [أَلاَ أَيُّهَذَا] الزَّاجِرِي أَحْضَرَ الوَغَى ... وَأَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ هَلْ أنْتَ مُخْلِدِي
  أراد: أن أحْضُرَ الوغى.
  الثاني: حذف (أنه) لدلالة (من) عليها، كقول الشاعر:
  فَمَا الدَّهْرُ إِلَّا تَارَتَانِ فَمِنْهُمَا ... أَموْتُ وَأُخْرَى أَبْتَغِي الْعَيْشَ أَكْدَحُ
  أي: فتارة أموت.
  الثالث: ويريكم البرق من آياته على التقديم والتأخير من غير حذف.
  الرابع: ومن آياته آيات يريكم فيها البرق.
  ونصب {خَوْفًا وَطَمَعًا} على تقدير: للخوف، فلما حذف اللام نصب الفعل.
  · المعنى: ثم ذكر من دلائل وحدانيته وسوابغ نعمته ما يدل على صانع يجب شكره، فقال سبحانه: «وَمِنْ آيَاتِهِ» أي: من حججه «أَنْ خَلَقَ [لَكُمْ]» أيها الرجال «مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا» قيل: من شكل أنفسكم وجنسكم، عن أبي مسلم. وقيل: من نطف الرجال، عن أبي علي. وقيل: أراد حواء خلقت من ضلع آدم، عن قتادة. وإنما منَّ بأن جعل الزوج من جنسنا؛ لأن الشكل إلى الشكل أَمْيَلُ «لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا» لتطمئنوا إليها وتألفوها