قوله تعالى: {ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون 46 ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين 47 الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون 48 وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين 49 فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحي الموتى وهو على كل شيء قدير 50}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر وابن عامر: «كِسْفًا» ساكنة السين على الواحد، الباقون بفتحها على الجمع، وهو جمع كِسْفَةٍ، وهي القطعة، ومثاله: كِسْرَة وكسر، ومن قرأ بسكون السين مخففة أكساف وكسوف.
  قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: «آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ» على الجمع بالألف، وهو برواية حفص عن عاصم، الباقون: «أَثرِ» بغير ألف على الواحد.
  وظاهر القراءة: «[خِلَالِهِ]» بالألف، وعن ابن عباس: «خَلَلِهِ» بغير ألف، ولعله تفسير لا قراءة.
  · اللغة: الريح: حركة الجو، وجمعه: رياح، وهي مختلفة، فالقَبُولُ والصَّبَا تأتي من جهة المشرق، والدَّبُور من جهة المغرب، والشمال عن جهة الشمال، والجنوب ما تأتي من جهة القبلة، والنكباء ولح بين ريحين من هذه الأربعة، وقال ÷: «نصرت بالصَّبَا، وأفلكت عاد بالدبور»، والله تعالى المختص بالقدرة على جميع ذلك، وإرسال الرياح إيجاد الحركات في أجزاء الجو.
  والنقمة: العقاب، والانتقام: أن يجازى بما يفعل.
  والإثارة: الإرسال، أثار يثير إثارة، وأثار الترابَ: بحثه بقوائمه. وعن ابن مسعود: (أَثِيرُوا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين)، أراد البحث عنه.
  والمُبْلِسُ: الآيس من الفَرجَ.
  · الإعراب: {مُبَشِّرَاتٍ} نصب، أي: في حال البشارة.
  نصب {حَقًّا} على تقدير: وكان نصر المؤمنين حقًّا علينا.
  ويُقال: على أي شيء عطف بالواو في قوله: {وَلِيُذِيقَكُمْ}؟