التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير 16 يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور 17 ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور 18 واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير 19}

صفحة 5653 - الجزء 8

قوله تعالى: {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ١٦ يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ١٧ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ١٨ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ١٩}

  · القراءة: قرأ نافع: «مِثْقَالُ حَبَّةٍ» بالرفع على أنه اسم (كان)، وقيل: لا خبر له، وقيل: (كان) لا يعمل، تقديره: إن تقع مثقال حبة، وقرأ الباقون: «مِثْقَالَ» بالفتح على أنه خبر (كان).

  قرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر: {وَلَا تُصَعِّرْ} بغير ألف، من التصعير، وهو إمالة الخد عن النظير تكبرًا، وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي: «تُصَاعِرْ» بالألف وهو قراءة النخعي وأبي جعفر والأعمش، أي: لا تُعْرِضْ، والأصل: الصَّعَرُ، داء يكون في عنق الإبل، ثم يقال للمتكبر: فيه صَعَرٌ، وتصعير الخد يكنى به عن الكبر، وهو الإعراض والميل، قال الشاعر:

  وَكُنَّا إِذَا الْجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ ... أَقَمْنَا لَهُ مِنْ مَيْلِهِ فَتَقَوَّمَ

  قرأ أبو جعفر ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم: {نِعَمَهُ} على الجمع والإضافة، والباقون: «نِعْمَةً» منونة على الواحد، وأراد الجنس، كقوله: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}⁣[النحل: ١٨].